اضطراب الشخصية الحدية - أسبابه وكيفية علاجه
محتوى المقال
هل سمعت يوما عن اضطراب الشخصية الحدية؟ يعتبر هذا الاضطراب من أنواع الاضطرابات العقلية التي تؤثر بشكل سلبي على طريقة التفكير، بالإضافة إلى الشعور بالآخرين، وهذا يؤدي بدوره إلى حدوث مشاكل عند أداء المهام اليومية، مثل حدوث اضطراب في علاقة الشخص بالآخرين، كذلك عدم السيطرة على السلوك والمشاعر، نظرة الشخص المدنية إلى نفسه، لذا سوف نتعرف أكثر عن أعراض وأسباب هذا الاضطراب من خلال هذا المقال.
ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟
هناك عدة مصطلحات أخرى تطلق على اضطراب الشخصية الحدية، مثل الشخصية المزاجية، أو الشخصية الغير مستقرة عاطفيا، كذلك الشخصية الاندفاعية، لكن ما هي الشخصية الحدية تعرف على ذلك من خلال الآتي:
هي عبارة عن حدوث خلل في العواطف، بالإضافة إلى عدم التحكم في الانفعالات، الشخص المصاب بالحدية يعاني من عدم استقرار المزاج، بالإضافة إلى حدوث اضطراب في السلوك.
كما أنه مصاب أيضا بالاندفاعية، وحدوث مشاكل في العلاقات الاجتماعية وما يتصوره عن الذات.
هذا المصطلح يشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من تلك الحالة لديهم رغبة في وضع الحدود سواء كان في العلاقات مع الآخرين أو في العمليات العقلية التي تكون في داخلهم.
من الجدير بالذكر أن هذا الاضطراب عادة يظهر خلال مرحلة المراهقة ومن الممكن أن يظهر في مراحل أخرى، لكنه يكون بشكل مؤقت.
عادة ما يتميز هذا الاضطراب بتقلبات في المزاج كأن يشعر المصاب بالفرحة الشديدة أو بالضيق ومن الممكن أن تستمر تلك الحالة لعدة ساعات أو لعدة أيام.
وقد تحدث نوبات من الانفعالات والغضب يصعب السيطرة عليها في بعض الأحيان، والقيام بتصرفات لا تليق بهذا الشخص وقد يصعب فهم هذا بالنسبة للآخرين.
صاحب الشخصية الحدية يعتبر من الشخصيات الحساسة التي يمكن أن تشعر بالغضب بشكل سريع، كما أنه يعبر عن الغضب من خلال ارتفاع الصوت، لكنه في نفس الوقت لا يؤذي أحدًا فيما عدا نفسه.
إقرأ أيضاً: التفكير الزائد – أضراره وكيفية التخلص منه
تعريفات أخرى
أيضا يتميز صاحب تلك الشخصية بأنه يتمتع بأسلوب التفكير إما أبيض أو أسود، وهذا يعني أنه يعطي رأيه في الآخرين بطريقة إقصائية إما أن يكون الشخص الذي أمامه مثالي أو أن أخلاقه غير حميدة.
الشخص المصاب ب اضطراب الشخصية الحدية يمتلك سلوك اندفاعي سواء كان ذلك في تعاطي المخدرات، شرب الكحول.
أو إنهاء علاقة ناجحة بكل سهولة، أو الاستقالة من وظيفة مرموقة، كل هذا سلوك اندفاعي.
كذلك فإن الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية قد يسعى إلى التقارب، لكن استجاباته العاطفية المكثفة وغير المستقرة تميل إلى عزل الآخرين.
ما يسبب مشاعر العزلة والهجر على المدى الطويل، وهذا يؤدي إلى الضجر والفراغ والملل الدائم.
أيضا الشخص المصاب بتلك الحالة يعاني من مشكلة تكوين صورة ذاتية عن نفسه، فهو يفضل أن يواجه المشاكل بنفسه حتى يعرف ما هو الشيء الذي يستمتع به.
أو الشيء الذي يؤمن به وحتى يتمكن من تقييم الأمور بشكل واضح، أيضا غير واثق من أهدافه التي تتعلق بالعمل وهذا يشعره بالضياع .
نتيجة لكل ما سبق قد يقدم الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية الحدية على إيذاء نفسه، إما عن طريق محاولة الانتحار، أو من خلال عمل جروح في جسده.
أسباب اضطراب الشخصية الحدية
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب الشخصية الحدية ومن تلك الأسباب ما يلي:
الجينات الوراثية
- هناك بعض الدراسات التي تؤكد أن الجينات الوراثية تسهم بشكل كبير في الإصابة بتلك الحالة.
الاضطرابات التي تصيب الدماغ
هناك اضطرابات تصيب الدماغ تؤدي إلى الإصابة بتلك الحالة ومن تلك الاضطرابات ما يلي:
- اختلال مواد الكيمياء التي توجد في الدماغ كالسيرتونين (Serotonin).
- تعطل المنطقة التي توجد في الدماغ والمسؤولة عن الشعور والعاطفة عن العمل.
إقرأ أيضاً: فقدان الشغف – أسبابه وكيفية التخلص منه
أعراض اضطراب الشخصية الحدية
هناك العديد من الأعراض التي تدل على أن هذا الشخص يعاني من اضطراب الشخصية الحدية ومن تلك الأعراض ما يلي:
- القيام بتصرفات طائشة مثل تناول الكحول والمخدرات والقيادة بشكل متهور، بالإضافة إلى الاستقالة من وظيفة جيدة.
- تكوين صورة متدنية عن الذات.
- حدوث تذبذب في صورة الشخص عن أهدافه وقيمه، كذلك انعدام الأخلاق والقيم، والشعور بالذنب في العديد من الأحيان.
- يعاني صاحب تلك الشخصية من تقلبات مزاجية تارة يشعر بالسعادة والسرور وتارة أخرى تجده يشعر بالضيق والغضب.
- الشعور بالغضب الشديد، عدم السيطرة على الانفعالات.
- من الممكن أن يشعر بفقدان الصلة عن الواقع وقد تصل هذه الحالة لعدة أيام أو لبضع ساعات.
- الشعور بالرعب والخوف من فقدان من فقدان شخص ما، وقد يصل الأمر إلى التفكير في الانتحار، وبعض التصرفات الاندفاعية بسبب الهجر.
- عدم حدوث استقرار في العلاقة العاطفية أحيانًا صاحب تلك الشخصية يقوم بتعظيم شريكه وأحياناً أخرى يشعر بدنو قيمته.
- الشعور بشكل دائم بالخواء.
تشخيص اضطراب الشخصية الحدية
اضطراب الشخصية الحدية يتم تشخيصه لدى المراهقين والبالغين ومن النادر إصابة الأطفال بهذا الاضطراب، تشخيص تلك الحالة يكون من قبل شخص متخصص ويعتمد على الفحص النفسي للشخص المصاب وعلى ظهور بعض الأعراض التي منها ما يلي:
- أن يعاني الشخص من تقلبات مزاجية قد تستمر لعدة ساعات أو بضع أيام.
- الشعور المستمر بالقلق والاكتئاب.
- عدم وجود استقرار عاطفي الممثل في الحب الشديد أو الكراهية الشديدة.
- أن تكون صورته الذاتية غير مستقرة.
- الخوف من الفقدان أو الهجر.
- العدوانية تجاه الآخرين، بجانب الاندفاعية.
- الشعور بالعزلة والملل والفراغ.
- إيذاء النفس بشكل متكرر.
- القيام بسلوكيات متهورة مثل ممارسة الجنس بشكل غير آمن أو تعاطي المخدرات.
عوامل الخطر
هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة ب اضطراب الشخصية الحدية ومن تلك العوامل ما يلي:
العامل الوراثي
- في حال وجود فرد من أفراد العائلة مصاب بتلك الحالة، فإن هذا يعمل على زيادة خطر الإصابة بتلك المشكلة.
الطفولة القاسية
- في حال كان الشخص مّر بظروف قاسية وأحدث مؤلمة في طفولته فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية
مضاعفات الشخصية الحدية تتمحور حول العناصر التالية:
الإصابة باضطرابات نفسية أخرى
- الشعور بالقلق والتوتر.
- تعاطي المخدرات والكحول.
- حدوث اضطرابات في الأكل.
- من الممكن أن يعاني الشخص من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- بالإضافة إلى اضطراب ثنائي القطب.
أيضا هناك مشكلات حياتية من الممكن أن يعاني منها المصاب والتي تكون ناتجة عن التصرف اندفاعية وانفعالية ومنها ما يلي.
- محاولة الانتحار أو أذى النفس.
- دخول السجن نتيجة المخالفات المرورية.
- خسارة الوظيفة أو الفشل في التعليم.
- الإصابة بالأمراض التي تنتج عن ممارسة الجنس الغير آمن.
- حدوث حمل غير مخطط له.
العلاج
علاج اضطراب الشخصية الحدية يحتاج إلى وقتًا طويلاً، من الممكن تقل حدة الأعراض أو تزيد خلال فترة العلاج.
وهنا تجدر الإشارة أنه يجب على الشخص المصاب أن يتحكم في انفعالاته خلال تلك الفترة.
العلاج هنا يكون الهدف منه تحسين الأداء الوظيفي، بالإضافة إلى تحسين صورة الشخص عن نفسه ومن أمثلة العلاج ما يلي:
العلاج النفسي
- العلاج النفسي يكون من خلال التحدث مع المريض، وشرح طبيعة المرض، بالإضافة إلى تدريبه على كيفية السيطرة على انفعالاته.
الأدوية
- يتم تناول الأدوية المضادة للاكتئاب وذلك من أجل تقليل أعراض اضطراب الشخصية الحدية.
- ومن الجدير بالذكر أن منظمة الغذاء والدواء لم توافق حتى الآن على صرف أدوية لعلاج هذا الاضطراب.
دخول المستشفى
- هناك بعض الحالات التي تحتاج الدخول إلى المستشفى حتى لا يتسبب بالضرر لنفسه أو الآخرين.
تقديم دعم نفسي
- لا شك أن الأهل والأصدقاء لديهم دورًا مهمًا في تحسين حالة الشخص المصاب من خلال دعمه وتزويده بمعلومات حول هذا الاضطراب، بالإضافة إلى تقبله.